نتائج البحث العلمي في الدول العربية

استكمالا لما تحدثنا عنه في المقال السابق (نظرة عن بعد) نحصد بعض النتائج لزيادة البحث العلمي في الدول العربية ، فلقد أثبتت دراسة نشرتها مؤسسة طومسون رويترز الإعلامية عام  2011 أنه في أوائل التسعينيات استشهد ناشرون آخرون بأوراق بحثية من مصر وإيران والأردن والسعودية وتركيا ( أكثر الدول الإسلامية تنوعا ) بتواتر أقل من المتوسط العالمي بأربع أضعاف ، وبحلول العام 2009 بلغ تواتر الاستشهاد بأبحاث من تلك الدول نصف تواتر الاستشهاد بنظيرتها الغربية ، وهذا يعد تقدما ملحوظا جدا .

وقد أبلت مصر والسعودية بلاءً حسنا في المجال البحثي في حين تفوقت تركيا في الأبحاث الهندسية .
وأبلت الأبحاث العلمية والتكنولوجية بتطبيقاتها العلمية الجلية أفضل من غيرها ، وهيمنت الأبحاث الهندسية وتبعتها العلوم الزراعية بفارق طفيف ، وذاع صيت أبحاث الطب والكيمياء أيضا ، فهذا مؤشر واضح جدا على أن العلوم تعبر أكثر حدود المنطقة شقاقا .
ففي مؤتمر بحوث العلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط sesame الذي أقيم عام 2000 بني معمل دولي للفيزياء وبداخله أول معجل جسميات في الشرق الأوسط في الأردن ، ولقد صمم على غرار معمل cern الأوربي لفيزياء الجسيمات الذي وفد إليه العلماء من الدول المتحاربة خلال فترات الحروب .
ومن هذه النقطة نستطيع أن نقول إن العالم الغربي قد استدار مرة أخرى وصوب عينيه إلى الزحف القادم من دول الشرق ( العالم الإسلامي ) ويظهر هذا الزحف في صورة البحث العلمي ، والذي قد تأخر عن ركب الحضارة والتقدم العلمي ولكنه عاد ، وعودته هذه المرة تظهر بقوة لتقف على منبر العالم وتتفوه بأعلى صوتها ها قد حان الوقت لقيادة قطار الحضارة مرة أخرى .   

0 التعليقات:

إرسال تعليق