الهندسة الوراثية بين الخيال والواقع الملموس

قد لا يخفى على الكثيرين أن جهود الإنسان لتعديل صفات النباتات سجلت سجلا حافلا بالإنجازات ، فقد كان الإنسان قديما يحتفظ ببذور أفضل النباتات لديه ثم يقوم بزراعتها من جديد ، ثم بدأت عملية الإكثار بالإنتخاب عام 5000 قبل الميلاد ، وأتاحت للمزارعين فرصة تحسين محاصيلهم ، ثم يقومون بتكثير هذه النباتات المهجنة واختيار السلالة المرغوبة ، وظل الأمر على هذا الحال إلى أن ظهرت التكنولوجيا الحيوية التي حملت تجارب تخطت الواقع إلى الخيال .
لذلك يحق لنا أن نطلق مصطلح ثورة الأغذية المهندسة وراثيا ، عندما نعلم أن هناك 2743 محصولا مهندسا وراثيا يدخل في اختبارات منظمة الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية ، منها محاصيل الشعير والبنجر والتفاح ، والانزيمات في تصنيع الجبن والخيار ، وكذلك محاصيل البطيخ والفلفل والأرز وقصب السكر وعباد الشمس والقمح والبروكلي والعنب والبطاطا وبعض الخمائر والأسماك مثل السالمون .
ولوضع صورة توضيحية عن حجم تواجد الأغذية المهندسة وراثيا ، نجد أن المساحة الإجمالية للأراضي المزروعة بتلك المحاصيل قد زادت بنسبة 50% حيث كان يزرع 222 مليون فدان عام 1997 ، وصل إلى 402 مليون فدان عام 2005 . وانتشرت في بلدان نامية مثل البرازيل والهند ، فقد ذكرت الإحصاءات أن أمريكا تزرع نحو 36% من تلك المحاصيل ، والأرجنتين 61% والبرازيل 4% ، والصين 4% وجنوب أفريقيا 1% .
ويؤكد ذلك ما أعلنته الجمعية الأمريكية لفول الصويا قبل بضع سنوات من أن حوالي 55% من محصول عام 1999 كان معدلا وراثيا وهذا المنتج الذي يملأ أسواق العالم خاصة الدول النامية التي تعتمد على أطباق الفول كوجبة غذائية أساسية ، وهذا المنتج المعدل وراثيا ليس فقراء العالم فقط من يتناولونه ولكن أغنياء العالم يتناولونه كذلك ، حيث يضاف فول الصويا المعدل وراثيا كمواد إضافية في بعض منتجات اللحوم المصنعة ، مثل اللانشون والهامبورجر ( كمصدر للبروتين ) ، وكذلك لإضافة نكهة إلى بعض الأطعمة مثل المايونيز والمربات وزيت الطبخ وكريمة القهوة والحلويات والسمن والزبد والدهون .
وفي جملة القول نقول أن المساحة الإجمالية للأراضي المزروعة بالمحاصيل المهندسة وراثيا قد زادت بنسبة 50% خلال عقد واحد .
كما تظهر لنا بعض الدراسات أن العلماء الأن يبحثون في إمكانية إنتاج محاصيل زراعية غنية بالفيتامينات ومضادة للأمراض .

1 التعليقات:

محمد رشدي يقول...

لا يعلم أحد ما يخفيه العلم من إنجازات

إرسال تعليق