مستقبل الطاقة من الغذاء أم من القمامة ؟

ظهرت حقبة جديدة في مجال تكنولوجيا الطاقة النظيفة بدى من خلالها أن العالم مقبل على إنتاج الطاقة من غذاء الإنسان كالحليب والقمح والأرز والذرة والفجل بالإضافة إلى الطحالب والفحم الأخضر وغيره ، فقد أبدى الباحثون في علوم البيئة إعجابهم بالمصدر الجديد للطاقة صديقة البيئة ، ودعوا إلى تعميمه قدر الإمكان ، كونه مصدرا نظيفا ولعل هذا ما يفسر سر إرتفاع أسعار تلك السلع عالميا ، وهي التي تعد قوتا وغذاء للفقراء في معظم دول العالم .
فالنفايات والقمامة بما تسببه من أمراض خطيرة ومشكلات بيئية بائت من الممكن التعامل معها باعتبارها مصدرا للطاقة المتجددة النظيفة ، صحيح أن محاولة الإستفادة من النفايات تعود إلى نحو ثلاثة عقود مضت لكن الجديد أن هناك خططا مستقبلية تتطلع إلى التعامل مع أكوام القمامة في كل مكان لاعتبارها ذهبا مموها إن جاز الوصف لصعوبة تحديد لون معين من تلك التجمعات القمامية ، ومن هنا تأتي أهمية تثمين النفايات باعتبارها مصدرا هائلا لغاز الميثان الذي يمكن استخدامه بسهولة لتوليد الكهرباء الرخيصة ، والأهم أن ذلك يقلل من الأضرار البيئية من جانبين ، الأول حينما يتم التخلص من النفايات والثاني عند إستخدام الميثان على هذا النحو الإيجابي فالبديل أن ينافس غاز ثاني أكسيد الكربون في مضاعفة مخاطر الإحتباس الحراري .
نلاحظ أنه رغم إرتفاع أسعار النفط عالميا والتكلفة الباهظة للبنية التحتية لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية ، قد زاد الاعتماد على النفايات التي وصل حجمها عالميا إلى 1.6 مليار طن ، وهذا ما يعني أن الإنسان امتلك مصدرا للطاقة النظيفة يمكن أن يساهم في تخفيف مظاهر أزمة الطاقة وذلك في حالة مضاعفة المشروعات ، غير أن توسيع خطط استثمار النفايات في هذا الاتجاه يبقى مرهونا بتطوير تقنيات توظف ناتج الطاقة على أكثر من صعيد ، فإذا كان إنتاج كهرباء للأغراض المنزلية هو الخيار الذي يتم الاستثمار فيه حتى الآن ، فإن استخدام غاز الميثان في وسائل النقل يكون بمنزلة هدف مستقبيل يمكن التعويل علي آثاره البيئية والاقتصادية في آن واحد ؛ بينما يتبنى البعض هذه الرؤيا المستقبلية في الاعتماد على الميثان الناتج من النفايات ، فإن هناك إتجاها آخر يرى فيه بديلا آمنا ونظيفا للطاقة ، إلا أن النظر إلى القمامة باعتبارها مصدرا هاما ومتجددا لموارد الطاقة .
ولكن مع وجود هذا المصدر المهم للطاقة تبقى مشكلة وهي أكوام القمامة وتسببها للتلوث البيئي ولهذا الرأي أنصار يتبنون هذه الفكرة وأيضا هم على صواب في قولهم لأن عملية تخمير النفايات تستغرق أعواما في إحداث التفاعل الكلي ؛
وهذه هي المشكلة وللتغلب عليها وإنهاء المفارقة يجب التوصل لحل يمكننا من إنتاج وقود نظيف من النفايات ولكن بشرط خفض الآثار السلبية عبر حلول تقنية مبتكرة تخلصنا من هذه المشكلة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق