هل الحيوانات والطيور تشتكي من الحر ؟


عندما تكون الحرارة شديدة يسعى الإنسان إلى الاحتماء في الظل ، بينما لا يفعل الحيوان أو الطائر ذلك ويظل واقفا في الحر الشديد بلا مشاكل .
والسبب بسيط فالسماء زودت هذه الطيور والحيوانات بآليات وقدرات تساعدها على احتمال الحر اللافح ، فالبقع الموجودة على جسم الزرافة ليست تكوينا جماليا فقط ، فكل بقعة محاطة بشبكة كثيفة من الأوعية الدموية ، وعندما تشتد الحرارة على الزرافة ، تقوم تلك الأوعية بضخ كمية من الدم الحار إلى مركز البقعة ، ويؤدي ذلك إلى خروج الحرارة من جسم الزرافة .
وبنفس الطريقة تقريبا يستطيع الماعز النوبي احتمال الحرارة الشديدة من خلال تجمع كثيف لأوعية دموية عند أذنيه الكبيرتين ، وعندما ترتفع درجة الحرارة يقوم هذا التجمع الكثيف بتبريد الدم عند الرأس ليساعده على المرور في باقي أنحاء الجسم لتبريده .
وبالنسبة للنسور فإنها كما تقول دراسة لجامعة فلوريدا الأمريكية تتبول وتتبرز على أقدامها ، ويمكن أن تتقيأ عليها أحيانا وقت اللزوم ، وعندما يتبخر الماء الذي تحويه هذه الفضلات يتم تبريد الأجسام .
وهناك طائر الطوقان الذي يعيش في الولايات المتحدة ، ويتميز بمنقاره الكبير بالمقارنة بباقي الجسم ، وتبين أن الطوقان يستخدم هذا المنقار الضخم أيضا في ضخ الدم إليه لتبريد جسمه ، وتساعد تلك العملية أيضا على حمايته من الإصابة بالجفاف حيث يمنع التبريد فقد المياه من جسمه ، ويلاحظ أنه يلجأ أيضا إلى تناول كميات كبيرة من الثمار لتبريد جسمه .
ومن غير الضروري أن تتحمل كل الحيوانات الشمس الحارقة اللافحة حتى لو كانت قادرة ، فهناك السلحفاة الصحراوية التي تستطيع احتمال درجة حرارة تزيد على 50 مئوية ، ومع ذلك فإنها تقضي 95 % من حياتها في حفر انفاق تعدها لنفسها للهروب من الحر .
وهناك بعض الحيوانات مثل الجمال والدببة التي تتلخص من جزء كبير من شعرها في الصيف .

0 التعليقات:

إرسال تعليق