هل نبات القمح له ذاكرة ؟

قد يجد الكثير في هذا السؤال أمرا صعبا تقبله إن كان الجواب بالإثبات ، ولكن لا تتعجب إن قلت لك أن نبات القمح يمتلك ذاكرة حديدية ، فالقمح الشتوي الذي تستخدم حبوبه في صناعة الخبز، قد أكتشف العلماء أن هذا النوع يمتلك ذاكرة قادرة على تذكر التعرض للمناخ شديد البرودة ، فهذا القمح الشتوي لا ينمو ويزهر وينتج حباته الذهبية إلا بعد مرور شتاء شديد البرودة عليه يغطي فيه الثلج براعمه ، وإذا لم يغط الثلج الأبيض تلك النباتات حال نموها فإنها لا تزهر من الأساس ، لكن المزارعين يحتالون على هذا الأمر عن طريق الاحتفاظ ببذور القمح الشتوي في الثلاجات المجمدة قبيل زراعتها ، وبهذا يظن نبات القمح أنه قد تعرض لشتاء شديد البرودة فهو يحمل ذكرى التعرض للبرد ، مما يدفعه للإزهار وامتلاء سنابله بالحبوب في الربيع حتى بعد مرور شتاء عادي ليس باردا بما فيه الكفاية .
وجد العلماء أثناء بحثهم عن تلك الذاكرة الفريدة أن تعرض نبات القمح الشتوي للبرودة الشديدة من شأنه إحداث تغيرات مميزة في بعض الجزيئات الكيميائية المرتبطة بجزيئات حمضها النووي ، والمسئولة عن ضبط التعبير الجيني لشفرتها الوراثية فيما يعرف علميا بالوراثة اللاجينية ، وبالتالي فإن تلك الجزيئات الفريدة في حال البرودة الشديدة تسمح للجينات المسئولة عن الإزهار والإثمار بالتعبير عن نفسها وممارسة دورها ، بينما في غياب البرودة تقوم بمنع تلك الجينات من أداء وظيفتها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق