كيف تلتئم الجروح (Wound Healing) ؟


أغلب الجروح التي تحدث في الجلد قد يكون سببها شيئا حادا ، ولكن قد تحدث بسبب آخر ليس متوقعا مثل نصل عشب أو حافة ورقة مقوية .
فإذا كان القطع صغيرا فإنه يدمي لبرهة وجيزة ثم يكون قشرة (Scab) على السطح ، وفي غضون أيام قليلة يلتئم تماما تاركا ندبة صغيرة (Sca) .
من المهم جدا أن يلتئم الجرح بهذه الطريقة ، فالجلد هو الغطاء الطبيعي الذي يغطي الأنسجة الرخوة في الجسم .
عندما يصاب الجلد ، فإن السوائل تتسرب من الأنسجة الرخوة هذه ، وفي نفس الوقت تتمكن الجراثيم الضارة من أن تشق طريقها من الخارج إلى داخل الأنسجة وتسبب العدوى .
إن الجروح القطعية إذا كانت صغيرة ، فإن انفراج حافتي القطع يكون عادة صغيرا ، لذا يكون التئامه سريعا وبصورة طبيعية ، ولكن في بعض الأحيان ، قد يحدث قطع كبير في الجلد .
ففي مثل هذه الحالة يكون إنفراج الجرح انفراجا تباعديا ، لا يتم التئامها إلا بعملية خياطة جانبي القطع مع بعضهما وبذلك يلتئم الجرح بسرعة أكبر .
كيف يحدث الالتئام ؟
تتم عملية التئام الجرح ضمن خطوات منظمة ، ففي بداية حدوث القطع في الجلد أو في الأنسجة ، يبدأ الدم في التسرب من الوعاء الدموي المقطوع ، ويملأ المسافة في الجرح ، ثم يبدأ الخروج على سطح الجلد ، هنا نقول إن القطع يدمي ، ثم بعد فترة قصيرة تماما ، يتجمد الدم ويتحول إلى جلطة
( Colt )
وتسد هذه الجلطة النهايات المقطوعة للشريان  أو الوريد وعندها يتوقف النزيف .
وخلال 24 ساعة من الإصابة ، تبدأ الأوعية الدموية على كل جانب من جوانب الجرح في تكوين فروع صغيرة كثيرة .
وتزداد هذه الأوعية الدموية الجديدة في الطول بسرعة ، وهي تشق طريقها في الجلطة الدموية التي تملأ الجرح .
وخلال أيام قليلة تصبح الجلطة كلها شبكة من الأوعية الدموية الجديدة الصغيرة ، وبداخل هذه الشبكة تظهر ملايين من الخلايا الطويلة الرقيقة والتي تسمى خلايا النسيج الضام
(Fibroblasts) .
ووظيفتها الإبقاء على جانبي الجرح ملتصقين .
ويسمى خليط الأوعية الدموية وخلايا النسيج الضام ، بالنسيج الندبي .
وتنمو على سطحه ، حواف الجلد عبر سطح الجلد ، حتى تتقابل هذه الحواف في الوسط ، وحينئذ يصبح الجلد متصلا مرة أخرى .
وبينما يحدث ذلك ، يتم إحلال النسيج الندبي ببطء بنسيج ليفي قوي .
وحين تسقط القشرة ، فإن هذا النسيج الالتئامي يمكن رؤيته كخط قرمزي .
ولكن في خلال أسابيع أو حتى شهور يتغير لونه الأبيض ، وهذه هي إذن الندبة التي تحدد في أحيان وحالان كثيرة موضع الجرح إلى الأبد ، والندبة تفقد خاصية المرونة والمطاطية الموجودة في الجلد .
إن عملية خياطة الجروح تتم إما تحت تخدير موضعي أو مخدر حسب الحالة وحسب ما يقرره الطبيب .
خياطة الجروح عملية أساسية ، فهي إلى جانب كونها تساعد على التئام الجروح بسرعة أكبر ، فإنها تجعلها أقل قابلية للتلوث بالجراثيم .
أما من الناحية العلمية فإننا نفرق بشكل أساسي بين :
1- الالتئام الأولي للجروح .
2- الالتئام الثانوي أو المتأخر .
وذلك تبعا لطريقة العلاج ذاتها ، فالجروح التي تضمد وتقطب خلال الساعة 6 - 12 من تاريخ حدوثها فهي تلتئم عادة أوليا ، أما تلك التي لا تضمد أو تترك عن قصد غير مقطبة إما لأنها ملتهبة أو لأنها معرضة للالتهاب نتيجة الإصابة ذاتها ، فهي تترك عرضة للالتئام الثانوي .
وقد نضطر في بعض الحالات إلى نقل رقعة جلدية لتغطية الجروح الكبيرة أو التي لا تلتئم بالسرعة المطلوبة ، كما يحصل عادة في الحروق من الدرجة الثالثة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق